انتهى الدور النصف النهائي من بطولة لبنان لكرة السلة حيث شهد مواجهات مميزة ومباريات لم تحسم معظمها إلا في الثواني الأخيرة أسفرت في نهايتها عن تفوق الرياضي على الهومنتمن والحكمة على المتحد ليتأهل الرياضي والحكمة إلى الدور النهائي. وأقيم الدور النصف نهائي للمرة الأولى بنظام الفوز بأربع مباريات من سبع. وفيما يلي نظرة على أبرز ما حمله الدور النصف النهائي والأسباب التي ادت لتأهل الحكمة والرياضي إلى نهائي بطولة لبنان.

الرياضي – الهومنتمن: كان فوز الهومنتمن مفاجئا في المباراة الأولى في ملعب الرياضي. المباراة شهدت ضياعا تاما من لاعبي الرياضي مع أخطاء كثيرة دفاعيا وعدم تركيز هجومي إضافة إلى أداء سيئ من أجانب الفريق الثلاثة قابله تألق كبير لهجوم الهومنتمن خاصة دواين جاكسون وأحمد ابراهيم. الرياضي ظهر بشخصية البطل ونجح بعدها في معادلة السلسلة خارج أرضه بعدما غير المدرب سوبوتيش في تشكيلة الفريق واعتمد تشكيلة سريعة نجحت في لعب دفاع قوي سهل كثيرا من المهمة الهجومية عبر نقاط الهجمات المرتدة فيما عانى هومنتمن من مشكلة عدم وجود لاعبي دكة لإراحة نجوم الفريق الأساسيين. المباراة الثالثة في المنارة شهدت أداءا مميزا من الرياضي، سيطر خلالها على المباراة بتألق هجومي ودفاعي كبير واجه خلالها الهومنتمن صعوبة كبيرة كما أخذ العديد من التسديدات المتسرعة دون نسيان عامل إصابة أحمد ابراهيم خلال المباراة ومدى تأثر هجوم الهومنتمن به. لكن الهومنتمن وفي المباراة الرابعة، بدا بصورة مغايرة هجوميا ودفاعيا أقله في أول ربعين من المباراة ورغم عودة الرياضي في الربع الثالث بقوة لكن الدفاع الضاغط الذي اعتمده هومنتمن في الربع الاخير على طول الملعب وتسرع لاعبي الرياضي في الهجوم كلف الرياضي خسارة المباراة لتتعادل السلسلة 2-2. الرياضي وضع كل خبراته في المبارتين رقم 5 و6 ونجح في خطف فوزين متتاليين لينهي السلسلة 4-2. خلاصة هذه السلسلة كانت في ثلاث أمور: أولها خيارات الرياضي العديدة عبر دكة بدلائه القوية، ثانيها عدم قدرة الهومنتمن على لعب سلسلة طويلة ضد الرياضي بسبعة لاعبين فقط حيث لا دكة احتياط كافية لذلك وثالثها مبالغة هومنتمن في الإعتماد على التسديدات البعيدة والحلول الفردية التي ستنجح مرة أو مرتين أمام دفاع الرياضي وليس كل مرة. تأهل منطقي للرياضي وسلسلةمميزة أكثر مما توقعها الكثيرون للهومنتمن.

المتحد – الحكمة : بدأ الحكمة السلسلة في طرابلس بطريقة جيدة مع تغيير اجانبه فبدا بشكل هجومي مميز كما نجح في إدخال مفاتيح لاعبي المتحد بمشكلة الأخطاء لينجح في خطف فوز ويسترد أفضلية الأرض ليتابع أداءه في المباراة الثانية في غزير حيث لم يكن المتحد موفقا أبدا في اللعب الهجومي إضافة لوقوع مايك تايلور بمشكلة الأخطاء أيضا. المتحد لم يكن لديه اللاعب الحاسم ليتقدم الحكمة 2-0. بأداء دفاعي مميز استطاع المتحد من تقليص النتيجة ل2-1 حيث سيطر على المتابعات الدفاعية والهجومية وأدخل ديماريوس بولدز أجنبي الحكمة بفخ الأخطاء كما فرض رقابة صارمة على مفتاح الحكمة الهجومي ستوغلين. نفس الأمر فعله المتحد في غزير في المباراة الرابعة حيث قدم أداءا مميزا دفاعيا وهجوميا بقيادة كوري وتايلور مع دعم كبير من شارل تابت في المتابعات لكن ستوغلين كان موفقا في التسديدات البعيدة إلى حد كبير ونجح في نهاية الوقت بتسديدة بعيدة المدى أعطت التقدم 3-1 للحكمة. المتحد تعرض لضربة كبيرة بإصابة مايك تايلور وغيابه عن باقي مباريات السلسلة، لكنها كانت دفعة جيدة له حيث سمحت ببروز لاعبين لبناننين جدد قدموا أداءا دفاعيا عاليا في المبارتين الخامسة والسادسة مع تألق هجومي كبير لكوري ولاميزانا لينجح الفريق الشمالي في جر المواجهة لمباراة فاصلة سابعة حسمها الحكمة بخبرة لاعبيه حيث بدا المتحد فيها سيئا للغاية هجوميا واضاع العديد من الكرات السهلة مع تألق كبير لستوغلين فأنهى الحكمة هذه السلسلة 4-3. إذا إصابة مايك تايلور، غياب الحسم الهجومي لكثير من لاعبي المتحد وتألق غير عادي لستوغلين عندما احتاجه الفريق في أوقات الحسم إضافة لعدم تقديم لاميزانا لمستواه المعهود في المباراة الأخيرة الحاسمة كانت عوامل مهمة رجحت كفة الحكمة وأهلته للنهائي المنتظر مع الرياضي.

أحمد علاء الدين