على ملعب فيسنتي كالديرون، حقق برشلونة لقب كأس إسبانيا بعد فوزه على إشبيلية 2-0 في المباراة النهائية التي امتدت لشوطين إضافيين. مدرب برشلونة لويس إنريكي لعب اللقاء بالرسم التكتيكي 4-3-3 مع سواريز، نيمار وميسي في خط الهجوم بينما لعب إشبيلية مع مدربه أوناي إيمري بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع كيفن غاميرو كمهاجم وحيد.

برشلونة بدأ المباراة مستحوذا على الكرة ومحاولا كما العادة أخذ المبادرة الهجومية فيما اعتمد أشبيلية على الضغط المتواصل على قلبي دفاع بارسا ولاعب ارتكازه بوسكيتش من أجل منع بناء الهجمة وتعطيلها. أمر أزعج بارسا كثيرا رغم فرصة سواريز في الدقيقة 7 لأن البارسا عانى كثيرا في الوصول بالكرة لمنطقة اشبيلية وتخطي ضغط اشبيلية الذي طبق الضغط الدفاعي العالي بطريقة مميزة، غاميرو وفيتولو في الضغط على قلبي الدفاع وإيبوري كان كظل بوسكيتش، ما جعل البارسا يعتمد على كرات عالية طويلة للأمام خاصة لميسي ونيمار على الأطراف لكن اشبيلية اعتمد على ضغط ثنائي دائما على طرفي برشلونة، الظهير بمساندة من لاعب الوسط المدافع. هجوميا، حاول اشبيلية الاعتماد على السرعة في تدوير الكرة مع انطلاقات غاميرو خلف المدافعين. برشلونة ظل هو الطرف الأفضل في عملية السيطرة والاستحواذ لكن من دون خطورة كبيرة حاله كحال اشبيلية في الشق الهجومي. وظلت الكرات تتبادل في وسط ملعب الفريقين إلى أن جاءت الدقيقة 36 التي حملت طرد ماسكيرانو ببطاقة حمراء مباشرة ما اجبر انريكي إلى التحول ل 4-2-3 ورجوع بوسكيتش لمركز قلب الدفاع ليصبح اشبيلية هو المبادر في اللحظات الأخيرة من الشوط الاول مع تراجع البارسا للخلف من أجل عدم تلقي هدف وإنهاء الشوط الأول 0-0 وهو ما حصل فعلا.

إنريكي بين الشوطين أدخل ماتيو مكان راكيتش في قلب الدفاع ليعود بوسكيتش لخط الوسط بجانب إنيستا. إشبيلية كان هو المبادر هجوميا والمستحوذ على الكرة في ظل تراجع البارسا للخلف فأصاب بانيغا بتسديدته قائم برشلونة كما تابع الفريق أسلوب الضغط العالي الذي مارسه مع تحركات جيدة من قبل الأظهرة اسكوديرو وفيتولو. لويس سواريز أصيب ودخل مكانه رافينها. أمر كان إيجابيا بعكس المتوقع فرافينها لعب في خط الوسط وأصبح ميسي هو رأس الحربة، أمر أعطة توازنا دفاعيا أكبر للبارسا. نيمار يسارا ورافينها يمينا، فعليا كانت 4-4-1 تتحول إلى 4-2-3 هجوميا لكنها أعطت توازنا للفريق الذي أصبح يدافع ويعتمد على الهجمة المرتدة مع سرعة نيمار يسارا وقوة ميسي في الإختراق من العمق. إشبيلية ظل الفريق الأفضل نظرا لتفوقه العددي وهو حاول كثيرا عبر الاطراف مع لعب كرات عرضية لداخل منطقة جزاء برشلونة لكن تركيز الفريق في اللمسة الأخيرة كان غائبا فيما ظل برشلونة يطلع بكرات هجومية لكن الفريق كان شبه ضائع خاصة وأنه لم يتعود على أن يلعب دور المنتظر في منطقته والمنقض بهجمات مرتدة سريعة. إنيستا كان دوره جد مميز في الحالة الهجومية فهو كان يخترق من العمق ويسمح لنيمار بالهروب يسارا كما يسهل المهمة لميسي الذي سدد ركلة حرة انقذها الحارس في الدقيقة 77. أوناي إيمري حاول تنشيط الاطراف فسحب الظهير ماريانو وأدخل كوبلاينكا لكن غاميرو كان غائبا فهو فقد اهم عنصر قوة فيه وهو انطلاقه من خلف المهاجمين ذلك وان مع سيطرة اشبيلية على الكرة، كان يدخل منطقة الجزاء ما سهل من مهمة رقابته. البارسا لم يغب وبدأ بتفعيل العديد من الانطلاقات مستعلا سرعة ومهارة نيمار في اليسار وحنكة انيستا في الحتفاظ بالكرة تحت الضغط فظلت اللعبة متوزنة رغم تفوق اشبيلية العددي. عرضيات اشبيلية افتقدت للدقة مع تعامل مثالي لبيكيه وماتيو في الكرات الهوائية لتأتي الدقيقة 90 ويطرد بانيغا بعد عرقلته نيمار المنطلق في هجمة سريعة يسارا ويتساوى الفريقان بالعدد، من نفس الكرة سدد ميسي لكن الحارس أنقذ لينتهي الشوط الثاني ويحتكم الفريقان لأشواط اضافية. مع نزول مستوى اشبيلية بدنيا وطرد بانيغا الذي كان صلة الوصل بين الدفاع والهجوم، كان لا بد من تأثر اشبيلية الذي ظل يشغل الجهة اليسرى مع اسكوديرو وفيتولو لكن الفريق بدا وكأنه فقد شيئا من قوته في وسط الملعب. وكما ذكرنا بعد النزول البدني للفريق، كان الارتداد الدفاعي بطيئا، ما سمح لألبا بتسجيل الهدف الاول للبرسا في الدقيقة 97. اشبيلية اندفع للأمام لتعويض الهدف ما اعطى البرسا الكثير من المساحات في الهجمة المرتدة المضادة. ايمري اخرج ايبورا وادخل لورينتي في الدقيقة 106 للاستفادة منه في الكرات العرضية وتحول الفريق ل 3-4-2 لكن اشبيلية لم يستطع لعب اللمسة ما قبل الاخيرة التي تضع المهاهجمين بوضع مريح أمام المرمى ليستمر البرسا خطرا في المرتدة وينجح نيمار في تسجيل هدف الحسم في الدقيقة 120 ليهدي البرسا لقب الكأس.

أحمد علاء الدين