في الوقت الذي اشتد فيه الصراع على لقب الدوري الإسباني لكرة القدم قبل مرحلتين على ختام الموسم بين برشلونة، أتلتيكو مدريد وريال مدريد، وفي الوقت الذي يسعى فيه الأخير لمواجهة مانشستر سيتي يوم الأربعاء المقبل ضمن اياب الدور نصف النهائي من دوري أبطال أوروبا، استحوذت إصابة النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو على كثير من الإهتمام بعد غيابه عن المباريات الثلاث الأخيرة للميرينغي.
وعلى الرغم من ان الفريق الملكي استعاد قوته على جبهتي الليغا وأوروبا منذ تولي زين الدين زيدان مهمة تدريب الفريق خلفاً لرافائيل بينيتيز، إلا ان عيادة النادي لم تطفئ محركاتها في الآونة الاخيرة بدءاً بإصابة غاريث بايل ومروراً برونالدو وكريم بنزيما والذي غاب هو الآخر عن مباراة ريال سوسييداد يوم السبت الماضي.
وإذا كان رونالدو قد شارك أمس بجزء من التدريبات الجماعية، فإن اللاعب الفرنسي لم يستكمل برنامجه العلاجي وهو ما يطرح سلسلة من الشكوك حول إمكانية مشاركته من عدمها مع رونالدو في مباراة السيتي الهامة.
من الواضح ان ريال مدريد يضع سيناريوهات كثيرة لكل الإحتمالات خاصة وانه يولي المباراة أهمية قصوى لكونه يسعى لإنهاء الموسم بأهم الألقاب خاصة في ظل استمرار برشلونة وأتلتيكو بتحقيق الانتصار تلو الآخر في الليغا مما يعني صعوبة الصعود لمنصة التتويج ما لم يحدث أمر مفاحئ في المرحلتين المتبقيتين من عمر الدوري الإسباني لكرة القدم.
ومهما يكن من أمر فإن مشاركة اللاعبين في موقعة سانتياغو برنابيو يوم الأربعاء المقبل ستعزز من فرص الريال ببلوغ المباراة النهائية للمرة الثانية في ثلاثة أعوام خاصة بعد التعادل السلبي في مباراة الإياب والظروف الفنية للفريق الإنكليزي الذي مني أمس بخسارة قاسية أمام ساوثهامبتون بأربعة أهداف مقابل اثنين في الدوري الممتاز، أضف الى ذلك التألق الملحوظ للويلزي غاريث بايل الذي سجل أربعة أهداف في المباريات الأربع الأخيرة للريال في الليغا مما يعني ان اكتمال عقد الثلاثي سيمنح الريال فرصة كبيرة للتغلب على ضيفه.
لكن غياب رونالدو وبنزيما عن المباراة سيزيد من معاناة الريال الذي بدا هزيلاً في مباراة سوسييداد وانتظر حتى الدقيقة 80 ليسجل هدف المباراة الوحيد، كما ان هذا الغياب سيجعل الفرص متكافئة مع مانشستر سيتي الساعي لقلب التوقعات وحجز مقعده في النهائي للمرة الأولى في تاريخه.
من هنا فإن الساعات المقبلة ستكون حاسمة في النادي الإسباني لكن أي مخاطرة باشراك اللاعبين أو أي منهما دون اكتمال شفائهما ستكون له آثار سلبية على اللاعبين والفريق أيضاً، وبالتالي سيدفع ريال مدريد ثمن تلك المخاطرة على أرضه وبين جماهيره.
حتى الآن ليس هناك في الأفق من قرار حاسم أو نهائي بشأن مشاركة كريستيانو رونالدو وكريم بنزيما في اللقاء وإن كانت الصورة ستتوضح أكثر اليوم أو غد على أبعد تقدير دون أن ننسى الخيار الذي قد يلجأ إليه زيدان بالطلب من اللاعبين أو أحدهما الجلوس على مقاعد الإحتياط كما فعل في مباراة الذهاب حين جلس البرتغالي في دكة البدلاء لكنه لم يعطه الإشارة بالنزول الى ارض ملعب الإتحاد.
ربما يكون القرار الأهم لزيدان منذ مجيئه إلى النادي، لذلك يتعين علينا الإنتظار لمعرفة نوع المغامرة التي قد يقدم عليها الفرنسي.!


وليد بيساني