عند أي خسارة أو إخفاق في لعبة كرة القدم، تبدأ سهام النقد من إدارات الأندية، الإعلام والجمهور وأحيانا بعض اللاعبين بالتوجه نحو المدرب حيث يحملونه مسؤولية تلك النتيجة السلبية وغالبا ما تنتهي العلاقة بين النادي والمدرب بالإقالة أو الإستقالة مهما علا شأن المدرب أو مهما حقق من إنجازات لذلك النادي فالماضي لا يشفع للحاضر.


والبعض يقول انه من الأفضل دائما عند أي نتيجة سيئة تغيير شخص واحد وهو المدرب بدل تغيير 6 أو 7 لاعبين يقدمون أداء سيئا ربما وتشير اصابع الاتهام الى المدرب وطريقة توظيفه لهؤلاء اللاعبين. لكن ما هو مؤكد أن المدرب وفي كثير من الأحيان يكون ضحية أخطاء لاعبيه الفردية التي ليس بالضرورة ان يتحملها دائما.
تتلخص مهام مدرب فريق كرة القدم في تحضير فريقه قبل المباراة من الناحية البدنية والذهنية اضافة إلى الناحية الفنية مع وضع الخطط المناسبة الهجومية والدفاعية، كما يتدخل المدرب أثناء سير اللقاء ليصوب أداء الفريق ويقوم بتبديل اللاعبين حسب مجريات المباراة. وهنا تطرح عدة أسئلة : هل يجب تحميل المدرب أي مسؤولية عند ضياع كرة سهلة للتهديف أو عندما يخطئ حارس المرمى، أو عندما يرتكب المدافع خطأ يتسبب في خسارة فريقه ؟؟


بالطبع لا يتحمل المدرب مسؤولية هذه الأخطاء فهو ليس مسؤولا عن كيفية تسجيل الهدف بل إن مهمته هي في إيجاد السبل لفريقه بالوصول نحو الهدف وليس تسجيله، كما لا يتحمل مسؤولية تلقي هدفا بعد "هدية" من أحد مدافعيه، بل إن كل واجباته تنحصر في رسم الخطة الدفاعية المناسبة ومهما علا شأن تلك الخطة فهي لن تبصر النجاح إلا بأقدام لاعبيه... لكنه في مكان ما يدفع ثمنها بشكل أو بآخر عند الخسارة والثمن غالبا ما يكون الإقالة. لكن هل تساءلنا يوما إن كان يجب على المدرب إخراج اللاعب في حال لم يكن موفقا ؟ وهل يجب عليه النظر إلى قيمته الفنية وإلى نجوميته قبل أخذ قرار التبديل ؟

عادة ما يكون في كل تشكيلة لاعبون غير قابلون للمس مهما كانوا غير موفقين أو ليسوا في يومهم، ومهما ارتكبوا من أخطاء، حيث لا يتجرأ المدرب على سحبهم من المستطيل الأخضر لسببين رئيسيين: أولا لتجنب غضبهم وما يمكن أن يؤثر هذ الغضب على مستقبله مع الفريق، وثانيا لأنهم يستطيعون ورغم كل أخطائهم فعل الفارق وصنع شيئ مميز في أي لحظة من عمر اللقاء. لكن هذا لا يعطي المدرب مبررا لعدم سحب نجمه، وهنا تبرز قوة المدرب وشخصيته وعدم اكتراثه لنجومية لاعبه وربما انفعاله بعد استبداله، قد يكون مفيداً في هذا السياق التذكير بما فعله المدرب المصري حسن شحاتة في كأس أمم أفريقيا عام 2006 عندما سحب نجمه الأول أحمد حسام ميدو ما أدى إلى انفعال الاخير الذي استبعد بعدها. وهذا ما يدفع المدرب ربما إلى الإبتعاد عن إثارة مشاكل إضافية في فريقه خصوصا في ظل "سطوة" وسائل التواصل الإجتماعي حيث لكل نجم محبون كثر جاهزون لشن حملات إعلامية لمن يتعرض لنجمهم المفضل.


ربما هي ليست بتلك العلاقة العادلة وربما ليس من الإنصاف بمكان معين أن يتحمل المدرب مسؤولية كل فشل أو موجة نتائج سلبية لكنها قوانين كرة القدم، قوانين الساحرة المستديرة التي تفرض أن يدفع المدرب في كثير من الأحيان ثمن أخطاء غيره، أخطاء لاعبيه.

أحمد علاء الدين