حمل رياضي ريد بُل الشهير ديفيد لاما شغفه الكبير بتسلق الجبال وقدراته الاستثنائية الى لبنان، وتحديداً الى بالوع بعتارة، المعروف ببالوع بلعة، والذي لم يستلقه إنسان بعد.

يشكل بالوع بعتارة في بلدة تنورين شمال لبنان، معلماً طبيعياً يعود لآلاف السنين، وشلالاً من المياه الغزيرة في الشتاء، يقصده اللبنانيون خصوصاً في مختلف الفصول، ويتمتعون بتأمل مزاياه والتقاط الصور أمامه. غير أنَّ بالوع بعتارة شهد حدثاً غيرَ عادي بتوقيع زائر استثنائي، رفع منسوب المغامرة في المعلم الطبيعي، وأيقظه من سكونه العميق، بعدما حوّله الى موقع للتسلق فريد من نوعه... رياضي ريد بُل دايفيد لاما نقل المعلم اللبناني الى خريطة التسلق العالمية.

وتحت عنوان "ريد بُل آفاتارا" (تيمّناً بالفيلم "آفاتار")، نجح الرياضي النمساوي النيبالي في تسلق بالوع بعتارة الشاهق من أسفله وحتى القمة. وتمَّت عملية التسلق الفريدة خلال زيارة لاما الأولى لبلاد الأرز، حيث التقى المتسلق المحلي جاد خوري الذي أطلعه على أسرار هذا الموقع الاستثنائي وتاريخه. ولم يكن لاما يحتاج الى القوة الجسدية فحسب لتسلق البالوع، إنما الى مهاراتٍ في رسمِ مسارٍ استراتيجي لإنجاز المهمة الصعبة في معلمٍ طبيعيٍ ضخم كهذا.

وقد أبدى لاما إعجابه بلبنان وبالبالوع المهيب قائلاً: "لبنان من دون أدنى شك مكان مميز، يحتضن عجائب طبيعية، وهو ليس مقصداً للراغبين في التسلق فحسب". وأضاف: "عندما دخلت بالوع بعتارة للمرة الأولى، ظننت لوهلة أني أحلم وأن المكان ليس حقيقياً؛ إنه موقع سحري".

ويُعتبر لاما من أفضل رياضيي التسلق الحر الذين اعتلوا قمم الجبال الأوروبية. كذلك يعرف بطموحه الكبير واستكشافه العالم بحثا عن مغامرات جديدة، من دون أن ننسى أن لاما كان منجزَ أول تسلق حر لجبل تشيرو توري الواقع بين الأرجنتين وتشيلي.

وأعاد الحدث الى الذاكرة الإنجاز الفريد الآخر الذي شهده لبنان في العام 2013، في أحد أبرز معالمه الطبيعية أيضاً: "ريد بُل توقظ المغارة" الذي احتضنه مغارة جعيتا، وشهد قيام رياضي ريد بُل وبطل الوايك بورد الدولي دانكن زور بالتزلج على المياه الراكدة في داخلها. ويهدف المشروعان على حد سواء الى الترويج للمواقع الطبيعية اللبنانية الأخّاذة.