على ملعب الإمارات، حقق الأرسنال فوزا كبيرا على ضيفه مانشستر يونايتد بثلاثية نظيفة ضمن المرحلة الثامنة من الدوري الإنكليزي لكرة القدم. مدرب أرسنال الفرنسي أرسين فينغر دخل اللقاء بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع اعتماده على والكوت كرأس حربة، أما الهولندي لويس فان غال فاعتمد خطة نفس الرسم أيضا 4-2-3-1 مع لعب الفرنسي مارسيال في خط الهجوم وأشلي يونغ كظهير أيسر.

أرسنال اعتمد منذ البداية الهجوم السريع والمباغت مع ضغط مكثف وحصار كامل لمنطقة المانشستر ما فاجأ الشياطين الحمر كثيرا. هذا الحصار الهجومي لدفاع اليونايتد في آخر ثلاثين متر من منطقته، أثمر عن هدف أول لسانشيز في الدقيقة 5 ثم هدف ثان لأوزيل بعده ب74 ثانية وسط دهشة لاعبي اليونايتد الذين لم يدخلوا أبدا في اجواء المباراة.

بعد الهدفين لم ينكفىءأرسنال بل تابع ضغطه فيما استمر دفاع اليونايتد بلعب دور المتفرج حتى الدقيقة الخامسة عشر عندما استوعب الفريق ما حصل وبدأ بمسك الكرة ومحاولة تدويرها، مع هدوء للأرسنال واعتماد الدفاع المتقدم في خط منتصف الملعب وانتظار تمريرات المانشستر في ملعبه واعتماد الهجمات المرتدة التي سجل منها سانشيز الهدف الثالث في الدقيقة 17. بعدها، وبنتيجة 3-0، ارتاح الارسنال وانكفأ إلى الخلف مسلما الكرة لليونايتد الذي ورغم استحواذه عليها، لم ينجح في صنع أي جملة هجومية، بل اقتصر الامر على تمريرات قصيرة في منتصف الملعب لم يجد دفاع الأرسنال المنظم أي صعوبة في قطعها مع عدم تهديد اليونايتد لمرمى بيتر تشيك إطلاقا ولو حتى بتسديدة بعيدة.

أما أرسنال فاعتمد سياسة الكرات الطويلة خلف مدافعي اليونايتد لسانشيز والمتحرك والكوت. معاناة اليونايتد بدت واضحة في التحضير مع ضياع ثلاثي الوسط الهجومي روني، ديباي وماتا في زحام دفاع أرسنال، وحده مارسيال كان متحركا إلا أنه أضاع فرصة اليونايتد الأولى في الدقيقة ال44 لينتهي الشوط الأول بثلاثية للأرسنال، شوط كان واضحا في تركيز ارسنال العالي وافتكاكه السريع للكرة بالضغط الكبير في الوسط، فيما عاب اليونايتد تباعد خطوطه الثلاث وعدم قدرة ثنائي الوسك شفاينشتايغر وكاريك على ربط الخطوط الثلاث وحماية الخط الدفاعي للفريق.

في بداية الشوط الثاني، دفع فان غال بفيلايني مكان ديباي وفالنسيا مكان دارمين في مركز الظهير الأيمن، ولعب فيلايني وراء مارسيال مع انتقال روني للجهة اليسرى. سيطر اليونايتد على البداية لكنه لم يشكل خطورة كبيرة على مرمى تشيك، تقدم للأمام قابله تنظيم عال من دفاع الأرسنال، الذي حاول تسيير المباراة لأقل مجهود والحفاظ على التقدم المريح.

تركيز اليونايتد على الجهة اليسرى حيث يونغ وروني لبناء الهجمات دفع رامسي إلى التراجع للوسط ولعب الأرسنال بثلاثة لاعبي إرتكاز لتضييق المساحات وعدم السماح لليونايتد باللعب على الأطراف. ومرت دقائق المباراة هادئة دون أي فرص حقيقية تذكر مع تأمين أرسنال للدفاع والتراجع إلى الخلف وسيطرة سلبية ليونايتد على الكرة مع غياب كلي لماتا، الذي لم يقم بأي شيئ يذكر.

فرصة اليونايتد الوحيدة لتقليص الفارق تألق تشيك في إبعادها لتصل الدقيقة 75 ويدخل جيرو في تشكيلة أرسنال مكان والكوت وتشامبرلين مكان أوزيل، واقتنع الفريقان بالنتيجة وحاولا فقط تمرير الوقت مع عجز كلي لليونايتد عن تشكيل أي خطورة بسبب ضعف الهجوم وعدم وجود فكر هجومي واضح ومخططات تكتيكية منظمة، ودخل ويلسون مكان ماتا في الدقيقة 82 وضغط أرسنال في نهاية اللقاء بعد استسلام اليونايتد وأضاع تشامبرلين فرصتين لزيادة الغلة الهجومية لتنتهي المباراة بفوز مستحق لأرسنال وهزيمة مستحقة أيضا ليونايتد.

احمد علاء الدين