بعد منافسة ساخنة بين برشلونة وريال مدريد على لقب الدوري الإسباني لكرة القدم في الموسم الماضي، كان هناك صراع أشد إثارة وقوة بين النجمين اللدودين ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو على هزّ شباك الخصوم والتسابق لتبوأ صدارة هدافي الليغا، وكانت الأنظار تتجه في كل مرحلة لمعرفة عدد الأهداف التي سيسجلها كل من الأرجنتيني والبرتغالي وبالتالي رصيد كل منهما في نهاية كل جولة.


ولم يتوقف الصراع على التسجيل إنما على عدد الأهداف حيث كان كل لاعب يسعى لتسجيل ثنائية أو هاتريك إذا ما قام الآخر بهذا الفعل، دون أن ننسى الإستعراض ومحاولة الظهور بأبهى حلة وهو الأمر الذي لطالما كان يلقى إستحسان جماهير الفريقين في مختلف أنحاء العالم.


أنهى نجم الريال كريستيانو رونالدو الموسم متصدراً ترتيب هدافي الدوري الإسباني بثمانية وأربعين هدفاً متفوقاً بفارق خمسة أهداف عن نجم البارشا ليونيل ميسي وثلاثة أهداف في جميع المسابقات، لكن الأرجنتيني كسب معركة الفوز بالألقاب مع الفريق الكاتالوني بإحراز الدوري والكأس في إسبانيا، دوري أبطال أوروبا وكأس السوبر الأوروبية.


ومع إنطلاق الموسم الجديد لم تختلف التوقعات لدى عشاق الليغا في الوقت الذي تنافس فيه اللاعبان على لقب جديد وهو أفضل لاعب في أوروبا والذي أحرزه عن جدارة ليونيل ميسي، لكن الآمال بزيارات متكررة إلى شباك الخصوم كانت مخيبة مع إنقضاء جولتين لم يفرحا خلالها سوى لأهداف سجلها زملائهما.


وبعد فوز برشلونة على أتلتيك بلباو بهدف سجله لويس سواريز، كانت التوقعات بأن يلعب ميسي دوراً هاماُ في المباراة الثانية أمام ملقا، لكن الأرجنتيني الذي خاض مبارزة في التسديدات غير المجدية مع حارس الخصم لم يسجل أيضاً وانتهت المباراة بهدف لتوماس فيرمالين.


من جهته غاب رونالدو عن التسجيل في المباراة الأولى للريال أمام سبورتنغ خيخون التي انتهت بالتعادل السلبي، وكانت الفرصة متاحة في الثانية أمام ريال بيتيس بسبب سهولة إختراق دفاع الخصم والدليل ان المباراة انتهت بخمسة أهداف دون رد، لكن البرتغالي فشل مرة أخرى في التسجيل.


ربما يشكل غياب النجمين عن التسجيل في اول مرحلتين من الدوري إمتعاضاً لجماهير الفريقين وحتى المدربين لويس انريكي ورافائيل بينيتيز، لكنه سيتحول إلى قلق في حال استمرا بالصيام عن هز الشباك في المراحل المقبلة ومع انطلاق دوري أبطال أوروبا.


من الصعب الآن تحديد الأسباب الكامنة وراء إحجام الثنائي عن التسجيل على الرغم من عدم معاناتهما من أي إصابة أو خلافات شخصية مع المدربين، وقد يكون من المبكر إطلاق الأحكام مع عودة اللاعبين من عطلة نهاية الموسم وإن كان رونالدو قد التحق مبكراً باستعدادات الريال بخلاف ميسي الذي شارك مع منتخب بلاده في كوبا اميركا في تشيلي وتأخر في العودة للمشاركة في استعدادات الفريق.


من الواضح ان كلاماً كثيراً وربما مغايراً سيقال في أعقاب المرحلة المقبلة اي عقب مباراة برشلونة مع أتلتيكو مدريد وريال مع اسبانيول، لكن هذا الكلام سيتأجل اسبوعاً حتى فراغ المنتخبات الأوروبية من خوض تصفيات أمم أوروبا.