مرة جديدة يلعب التصنيف العالمي للإتحاد الدولي لكرة القدم دوراً في خلق مواجهات ساخنة ومبكرة بين المنتخبات الأوروبية في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، بعد أن أسفرت القرعة عن وقوع إسبانيا مع ايطاليا في مجموعة واحدة وفرنسا مع هولندا في المكان عينه، في الوقت الذي وُضعت منتخبات مغمورة على رأس مجموعتها كرومانيا وويلز وهو ما سيفسح في المجال أمام وصول منتخبات من الفئة الثانية على حساب أخرى عريقة ولها باع طويل في عالم المستديرة.


ليست المرة الأولى التي يتم فيها اعتماد تلك الآلية خلال عملية سحب القرعة مما يعني أن التصفيات الأوروبية التي ستشهد تأهل أصحاب المراكز الأولى في كل مجموعة إضافة إلى أربعة منتخبات عبر ملحق إضافي بعد انتهاء دور المجموعات، قد تحمل الكثير من المفاجآت تم التمهيد لها من خلال آلية تصنيف المنتخبات.


وإذا كانت المنتخبات العربية داخل القارة السمراء في مأمن بعض الشيء خلال تصفيات الدور الثاني، فإن الأنظار ستكون متجهة نحو تصفيات قارة أميركا الجنوبية بعدما أفرزت مباريات كوبا أميركا التي اختتمت منافساتها مؤخرا في تشيلي واقعاً جديداً لا يمكن تجاهله وتجسد بدخول منتخبات عدة خارطة المنافسة اللاتينية وهو ما سمح لتشيلي على سبيل المثال بالتتويج باللقب القاري للمرة الأولى في تاريخها وللباراغواي بإخراج البرازيل من المسابقة وبلوغ الدور نصف النهائي.


ربما يحمل هذا الأمر صعوبة وتعقيداً بالنسبة للمنتخبات الكبيرة في أميركا الجنوبية أثناء التصفيات، بمعنى ان بطاقات التأهل المباشرة إضافة لخوض خامس التصفيات ملحقاً مع المتأهل من أوقيانيا لن تكون لقمة سائغة لرموز القارة كالبرازيل والأرجنتين لأنهما سيخضعان لعملية "ابتزاز رياضي" قد تتسبب بنزيف الكثير من النقاط عبر خمس منتخبات أخرى تطمح بالسفر إلى روسيا هي تشيلي، كولومبيا، الأوروغواي، الباراغواي والبيرو التي حلت ثالثة في بطولة كوبا أميركا الأخيرة والساعية لتذوق طعم المنافسة العالمية من جديد بعد غياب طويل.


قد لا يحبّذ البعض فكرة غياب ما يسمى بـ"منتخبات كأس العالم" عن هذا المحفل الأهم في العالم، لكن ذلك لا يمنع من وضع الأمور في نصابها خاصة اذا ما أسفرت التصفيات ومن ثم مباريات الملحق عن خروج إسبانيا أو إيطاليا، هولندا أو فرنسا، البرتغال وربما البرازيل، وتأهل منتخبات مثل ويلز، بلغاريا، المجر، رومانيا، سلوفاكيا، ايسلندا، اليونان والبيرو، مما يعني أن جماهير كرة القدم قاطبة قد تكون على موعد مع أسوأ مونديال في التاريخ الحديث.


من هنا يرى كثيرون ان تصفيات كأس العالم المؤهلة لروسيا 2018 ستكون الأكثر إثارة في ظل تغيّر خارطة كرة القدم من جهة وبروز منتخبات جديدة على الساحة الكروية تسعى بكل ما أوتيت من قوة لفرض وجودها بين الكبار وهذا من شأنه أن يرسم الكثير من التوقعات المقبولة أوالخيالية بعد أقل من ثلاث سنوات من الآن.