لم تكد البرازيل تستفيق من كارثة نهائيات كأس العالم قبل نحو عام من الآن حتى جاء الخروج من الدور ربع النهائي لبطولة كوبا أميركا على يد الباراغواي ليزيد من الأمور تعقيداً بالنسبة للسيليساو والذي تحوّل إلى "إسم على غير مسمى" على الرغم من المرحلة الإيجابية التي أعقبت المونديال على يد المدرب دونغا في محطته الثانية مع المنتخب.


ولم تشبع الإنتصارات الـ11 المتتالية التي حققها المنتخب نهم الجماهير البرازيلية المتعطشة للقب يعيد لها هيبتها بعد الهزيمة المذلة أمام ألمانيا بسبعة أهداف مقابل واحد في نصف نهائي كأس العالم ومن ثم أمام هولندا بثلاثة أهداف دون رد في مباراة المركز الثالث، فكان الأمل بأن يعود المنتخب من تشيلي بلقب كوبا أميركا للمرة الأولى منذ عام الفين وسبعة.


حين توّلى دونغا تدريب منتخب السامبا للمرة الثانية خلفاً لفيليبي سكولاري تعالت الأصوات منتقدة هذا القرار واعتبرت ان اللاعب السابق أثبت خلال الفترة الأولى عدم قدرته على إجتراح المعجزات، إلا أن دونغا حاول إقناع البرازيليين بأسلوبه عبر المباريات الودية والتي حقق من خلالها انتصارات على منتخبات عريقة مثل الأرجنتين وفرنسا وهو ما ترك مساحة للتحرك قبل انطلاق البطولة الأقدم في أميركا الجنوبية.
لكن المباريات الثلاث التي خاضها في دور المجموعات على البيرو، كولومبيا وفنزويلا وانتهت جميعا بفوز بفارق هدف واحد ألقت الكثير من المخاوف على مستقبل السيليساو خاصة بعد طرد النجم نيمار عقب مباراة كولومبيا الأمر الذي أثار القلق حول ما يمكن أن يقدمه ال​منتخب البرازيل​ي في الدور ربع النهائي.


ترك غياب نيمار أثره البالغ على البرازيل والتي أظهرت أسلوباً لم يعهده عشاقها من قبل وهو التكتل في الدفاع بعد التقدم بهدف، هذا الأمر فتح باب الإنتقادات على مصراعيه حتى جاءت الطامة الكبرى أمام الباراغواي لتوّدع البطولة بركلات الترجيح.


وإذا كانت الصحف البرازيلية قد اختصرت المشهد بالقول انه "منتخب الفضائح والعار" فإن أحداً لا يمكن أن يتكهن بمستقبل المنتخب قبيل انطلاق تصفيات كأس العالم 2018 في روسيا، تلك التصفيات التي ستكون صعبة للغاية على البرازيليين في ظل إرتفاع مستوى المنتخبات في قارة أميركا الجنوبية حيث باتت تشيلي، كولومبيا، الباراغواي إضافة للأوروغواي والأرجنتين رقماً صعباً في العالم وليس في القارة فحسب.


من الواضح ان البرازيليين على المستوى الرسمي سيسعون لاستيعاب الإخفاق الجديد في كوبا أميركا إذا لا يمكن التهور والمغامرة باسم جديد يقود المنتخب لأن الكارثة قد تكون أكبر، لكن يتعيّن على دونغا في الإجتماع الأول مع الإتحاد البرازيلي لكرة القدم شرح الكثير من التفاصيل والامور التي حصلت في سانتياغو ليس أولها الخطة الدفاعية والأسماء التي تم استدعاؤها للمشاركة في البطولة، ولن يكون آخرها بالطبع حالة الإنضباط في المنتخب وما حدث مع نيمار عقب مباراة كولومبيا.


يبقى القول ان البرازيل فقدت الكثير من هيبتها خلال عام وحتى تعود إلى أوج عطائها فإن الجماهير البرازيلية لن ترضى بأي تعويض سوى في مونديال روسيا 2018 لكن من المهم قبل كل ذلك انتظار ما ستفعله في التصفيات!