في الوقت الذي انجلت فيه صورة الفائزين ببطولات الدوري في القارة الأوروبية، وبعد أن طارت الطيور بأرزاقها وتحددت المعالم النهائية لهذا الموسم، فإن الفرصة ستكون متاحة لإدارات الأندية الأوروبية لتقييم ما أنجزته وتحديد خياراتها بالنسبة للموسم المقبل إن لجهة تغيير الأجهزة الفنية أو التعاقد مع لاعبين جدد لتحقيق ما عجزت عنه الكثير من تلك الأندية في الموسم الحالي.


وفي المقابل يبدو مصير عدد من المدربين الكبار مجهولاً بإنتظار إشارة من هنا أو تجديد عقد من هناك يساهم في خروجهم من المنطقة "الرمادية" بعدما أثيرت الكثير من الشكوك حول إمكانية استمرارهم مع فرقهم في الموسم المقبل عطفاً على النتائج المخيبة للآمال التي تحققت هذا الموسم وما نتج عنها من إخفاقات أزعجت القيّمين على هذه الأندية بالدرجة الأولى وبالتالي فإن قرار إبعادهم ربما يطبخ على نار حامية.


ويأتي كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد على رأس قائمة المدربين الذين ينتظرون مصيرهم نهاية الموسم بعد الفشل الذريع للفريق الذي أحرز أربع بطولات الموسم الماضي منها اللقب العاشر في دوري أبطال أوروبا، إلا أن المرينغي وعلى الرغم من البداية الجيدة هذا الموسم وتحقيقه اثنين وعشرين إنتصاراً متتالياً في جميع المسابقات، دخل العام الجديد بصورة مغايرة بعد استراحة الشتاء وتأثرت صفوف الفريق بمسلسل طويل من الإصابات خرج على إثره من كأس اسبانيا ثم أهدى صدارة الليغا لغريمه التقليدي برشلونة رغم فارق النقاط بينهما )وفيما بعد اللقب( وودّع دوري أبطال أوروبا من دور الأربعة على يد يوفنتوس الإيطالي.


ربما لا يتحمل أنشيلوتي المسؤولية الكاملة عمّا حصل للريال مع العلم أن خبرته في عالم التدريبب بدت واضحة في أحلك الظروف، إلا أنه في نادٍ مثل ريال مدريد يرأسه فلورنتينو بيريز لا يمكن أن يقتنع بأي أمر سوى رؤية الفريق على منصات التتويج، ومع ذلك فمن غير المستبعد أن يُمنح فرصة إضافية لموسم واحد يصلح خلاله ما أفسدته الظروف.


في ألمانيا وعلى الرغم من الإعلان عن استمرار بيب غوارديولا مدرباً لبايرن ميونيخ في الموسم المقبل، إلا أن ذلك لا يجعله في مأمن من الضغوط التي قد تجبره على تقديم إستقالته قبل الموسم الجديد بعد موسم متواضع بالنسبة لفريق مثل البايرن خرج خلاله من نصف نهائي كأس المانيا ونصف نهائي دوري أبطال أوروبا على يد برشلونة مع انه عانى من غياب أبرز لاعبيه بسبب الإصابات.


صحيح أن الفريق البافاري احتفظ بلقب الدوري للعام الثالث على التوالي إلا ان الفارق الذي بناه في بداية الموسم ساهم في هذا الفوز، في الوقت الذي خسر البايرن مبارياته الثلاث الأخيرة في البوندسليغه وهو أمر لم يحدث سابقاً ومن شأنه أن يشعل المزيد من الإنتقادات لاسلوبه والتي لم تَخْبت أصلاً ولعل أبرزها من القيصر فرانتس بكنباور.


وفي انكلترا يبدو أن وضع مدرب مانشستر سيتي ​مانويل بيليغريني​ ليس أفضل حالاً مع فارق أن الشائعات طاردت الأخير منذ منتصف الموسم إثر إخفاقه في الإحتفاظ بلقب الدوري الممتاز الذي أحرزه في موسمه الأول مع النادي، حتى أن تقارير إعلامية أشارت الى أن السيتي سيتعاقد مع غوارديولا في الموسم المقبل، او مع انشيلوتي، لكن سرعان ما تم نفي الخبرين. وحل مانشستر سيتي ثانياً بفارق كبير من النقاط عن تشلسي بطل الدوري وما زاد الأمر سوءاً الخلافات المتصاعدة بين بيليغريني وعدد من اللاعبين وفي مقدمتهم يايا توريه والحارس جو هارت، لذلك لن يكون مفاجئاً صدور أي قرار بإقالته.


وفي إيطاليا فإن مصير فيليبو اينزاغي يبدو معروفاً بعد فشله الذريع في إعادة الحياة لميلان في الفترة التي تولى فيها تدريب الروسونيري، وفي الحقيقة ان "بيبو" وقع ضحية التخبط الإداري وعدم قدرة رئيس النادي سيلفيو بيرلسكوني على حسم خيارته إن لجهة بيع النادي من عدمه فانعكس ذلك تواضعاً فنياً على أرض الملعب أودى بالفريق الى المركز العاشر في الدوري الايطالي.


من الواضح أن الايام المقبلة ستكون حافلة بالقرارات والتغييرات رغبة باستعداد أفضل للموسم الجديد لكن ذلك سيكون بالتأكيد على حساب بعض المدربين الذين لطالما تركوا بصمة في عالم المستديرة.