في الحادي والثلاثين من يناير/كانون الاول من العام 2010 روى المنتخب المصري لكرة القدم أجمل حكاية إثر فوزه ب​كأس أمم افريقيا​ في أنغولا للمرة الثالثة على التوالي والسابعة في تاريخه ليكتب فصلاً جديداً في سجل كرة القدم الإفريقية منحه زعامة القارة السمراء بفارق كبير عن عمالقتها أي الكاميرون، غانا ونيجيريا.


وبعد تلك السنوات الحافلة بالإنجازات توقع الكثيرون أن يفرض منتخب الفراعنة همينته حتى وقت طويل لكن هذا الأمر لم يحدث، لأن الصعود إلى منصات التتويج لثلاث مرات متتالية انعكس فشلاً بالتأهل الى النسخ الثلاث المتتالية والتي كان آخرها البطولة المقبلة التي ستقام بعد نحو شهرين في غينيا الإستوائية بعد رفض المغرب استضافتها خشية من تفّشي وباء إيبولا.


وخسر المنتخب المصري أربع مباريات من أصل ست في التصفيات الحالية واكتفى بالفوز على بوتسوانا مرتين في حين خسر أمام السنغال وتونس على أرضه وخارجها، وودع التصفيات بهزيمة أمام نسور قرطاج بهدفين لواحد بعدما كان بإمكانه التأهل كأفضل ثالث الى النهائيات.


من الواضح أن الحالة الرياضية في مصرغير منفصلة كثيراً عن الواقع الأمني والإقتصادي والإجتماعي في البلاد منذ الإطاحة بالنظام السابق، وعاشت كرة القدم المصرية حالة من إنعدام الوزن على الصعيدين المحلي والقاري على الرغم من فوز الأهلي بدوري أبطال أفريقيا مرتين متتاليتين عامي 2012 و2013، إلا أن ذلك لم ينعكس على المنتخب الذي غرق في بحر من الخلافات الإدارية فضلاً عن حالة من عدم الإنتظام في اتباع نظام محدد لبطولة الدوري في ظل غياب جماهيري في البداية خشية من تفلّت الوضع الأمني، كل ذلك انعكس سلباً على اداء المنتخب في المحافل الخارجية وأدى لتلك الصورة الغريبة عن المنتخب المصري.


وبقيت كرة القدم المصرية طوال السنوات الماضية ترزح تحت وطأة الكثير من الضغوطات وهو ما تسبب بغياب الإهتمام عن إيجاد جيل جديد قادر على رفع لواء الكرة المصرية، وأثبت اللاعبون الحاليون بقيادة المدرب شوقي غريب عدم قدرتهم على إيجاد صلة وصل بين الفترتين الماضية والحالية فكانت النتيجة فشلاً ذريعاً قد يمهد إلى حالة سلبية في السنوات المقبلة.


من المعروف أن الكرة المصرية تشّكل حالة جماهيرية خاصة قد لا تجد مثيلاً لها في الوطن العربي وهو ما دفع المدرب الراحل محمود الجوهري للقول ذات مرة ان مصر تضم "80 مليون مدرب" وهذا ما يعبّر عن حجم التدخلات في عمل أي مدرب يتولى تدريب منتخب الفراعنة.


بالإمكان القول ان شوقي غريب أخطأ كثيراً في خياراته خلال التصفيات الحالية، ومن السهل الإشارة إلى ان اللاعبين لم يكونوا بحجم الآمال الملقاة على عاتقهم، لكن من المؤكد أن كرة القدم المصرية تعاني من وباء الفشل على صعيد المنتخب وهذا ما يتحتّم على المعنيين الوقوف عنده حتى تعود مصر كما كانت واجهة كرة القدم العربية والافريقية.