إن عودة اللاعب الإيفواري ديديه دروغبا Didier Drogba الى تشيلسي خلال الصيف الماضي كان نوع من النوستالجيا وقصة حب بين النادي ومهاجمه السابق، على الاقل هذا ما إعتقده اغلبية الناس. دروغبا الذي يبلغ الآن 36 عاماً، لا يستطيع تقديم أي شي كبير للنادي، وقد تم الإتيان به لتعليم المهاجمين الصغار كيفية اللعب ولم يكن من المتوقع أن يكون له أي تأثير على مجريات مباريات تشيلسي، على الاقل هذا ما كان يُعتقد.


لكن لحسن الحظ، أثبت دروغبا بأن هذا الامر ليس صحيحاً، ففي الأسبوع الماضي كان اهم لاعب لتشيلسي مسجلاً 3 أهداف في 3 مباريات. وما هو مثير للإعجاب بأن هذه الاهداف قد سُجّلت في 3 مسابقات مختلفة، وأتت في وقت المهاجمين الاساسيين في الفريق دييغو كوستا ولويك ريمي كليهما مصاب.


يوم الثلاثاء الماضي سجلّ هدفه الاول منذ عودته الى ستامفورد بريدج امام ماريبور من ضربة جزاء في دوري الابطال الاوروبي وسجّل هدفه الثاني في مرمى نادي مانشستر يونايتد في الدوري الإنكليزي الممتاز وكاد هذا الهدف ان يكون الرابح، أما هدفه الثالث فجاء منذ يومين امام شروسبيري في كابيتال وان ولعب دوراً اساسياً في الهدف الثاني للفريق.


الامر المشجّع لمدرب الفريق جوزيه مورينيو هو أنه بات يعرف بأنه يستطيع الإعتماد على دروغبا في حال عدم وجود كوستا وريمي. وعلّق مورينيو بعد مباراة شروسبيري بأن "قوة دروغبا هي أكبر من عمره"، وشدد على انه تمكّن من لعب 3 مباريات في نفس الأسبوع بالرغم من عمره.


سجل دروغبا الى الآن 160 هدف في مسيرته في تشيلسي، والهدف الاخير الذي سجله قبل مغادرة الفريق في عام 2012 هو هدف التعادل في نهائي دوري الابطال التي هي اعظم ليلة في تاريخ النادي وعاد وسجّل هدف الفوز في ضربات الترجيح، مثبتاً نفسه في فولكلور فريق تشيلسي. في المباريات الكبرى أثبت نفسه من خلال ثبات أدائه وهذا قاده الى أن يُنتخب كأفضل لاعب في تاريخ نادي تشيلسي.


أما الآن فهو يفعلها مجدداً، متحدياً جميع الظروف ومثبت خطأ جميع المنتقدين، أثبت ديدييه دروغبا نفسه هذا الموسم مع الفريق. بالطبع لن نراه يلعب بطريقة دورية ولن يُسجل الكثير من الاهداف، لكنه في الثلاث مباريات الأخيرة أثبت بأنه يستطيع الفريق الإعتماد عليه في تسجيل الإهداف، وإذا أضفنا خبرته الواسعة التي يضيفها على الفريق، نستطيع أن نفهم لماذا جوزيه مورينيو اراد أرجاع دروغبا الى تشيلسي.