في المرحلة التاسعة من "دوري كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي" وهو الإسم الذي يطلقه كثيرون على الدوري الإسباني، وقبل كل مباراة "كلاسيكو" بين ريال مدريد وبرشلونة هناك أمر واحد يشغل بال مئات الملايين حول العالم، إذ لا يهم من سيشارك أو يغيب عن المواجهة المنتظرة بقدر ما تكون الانظار دائماً شاخصة حول نجمين هما الأفضل والأغلى وأكثر إبداعاً في العالم، فكيف إذا كان البرتغالي والأرجنتيني في قمة عطائهما وتحفزهما لتلك الموقعة.

وعندما يحين موعد صافرة الحكم إيذاناً بإنطلاق المواجهة الأولى على ملعب سانتياغو برنابيو يوم غد السبت، فإن كل تمريرة أو هدف أو حركة ما لأي من النجمين، ستكون موضع متابعة وتحليل ومناقشة من جانب مختلف وسائل الإعلام حول العالم.
ومن حسن حظ متابعي كرة القدم بشكل عام والكلاسيكو بشكل خاص أن رونالدو وميسي يدخلان المواجهة هذه المرة كما في كثير من الأحيان سابقاً وهما في أوج تألقهما وهذا ما يهيئ موقعة البرنابيو لأن تكون الأكثر إشراقاً من سابقاتها، ولا ننسى أن الفريقين قدما سابقاً مباريات رائعة وأخرى تحكم فيها الشّد العصبي والتوتر على أرض الملعب.


من الطبيعي أن الجماهير لن تاخذ كلام كريستيانو رونالدو على محمل الجد، وهو أكد عقب مباراة ليفربول في دوري أبطال أوروبا أن المباراة ليست مواجهة بين نجمين إنما بين فريقين عريقين في العالم، لأن الحقيقة هي غير ذلك وستبقى إلى أمدٍ بعيد منافسة شرسة وساخنة بين أفضل لاعبين في العالم.


وما أن انطلق الموسم الجديد في إسبانيا وأوروبا حتى أطلق الأرجنتيني والبرتغالي العنان لأقدامهما من أجل هزّ شباك الخصوم بمختلف أنواع وأشكال الأهداف، فتميّز كريستيانو رونالدو بغزارة الاهداف فيما لعب ليونيل ميسي دوراً مؤثراً وحاسماً في إعادة برشلونة لمكانه الصحيح هذا الموسم.


وبعد نهاية حافلة للموسم الماضي توّجها رونالدو بالفوز بدوري أبطال أوروبا، أصيب بخيبة أمل كبيرة جراء الإصابة التي لحقت به في الأسابيع التي تلت وانعكست سلباً على ادائه مع منتخب البرتغال في نهائيات كأس العالم في البرازيل مما أدّى لخروجه من الدور الأول خالي الوفاض.

لكن النجم الحائز على لقب أفضل لاعب في العالم سرعان ما عاد بقوة وسجل خمسة عشر هدفاً للريال في سبع مباريات شارك بها من أصل ثماني في الدوري وثلاثة أهداف في ثلاث مباريات في دوري أبطال أوروبا وبات على بُعد هدف واحد من معادلة رقم راوول غونزاليس كأفضل هداف في المسابقة الأوروبية وسط توقعات بأن اللاعب البرتغالي سيتجاوز الرقم الذي حققه في الموسم الماضي.


في المقلب الآخر واصل ميسي تألقه مع برشلونة وقاده لصدارة مطلقة في الليغا وبفارق أربع نقاط عن الغريم التقليدي الريال، وسجل ميسي سبعة أهداف في ثماني مباريات في الدوري، وهدفان في ثلاث مباريات في دوري أبطال أوروبا، لكن الأرجنتيني ساهم في أربعة عشر هدفاً من أصل اثنين وعشرين سجلها البارسا في الليغا وهو على بُعد هدف واحد من معادلة الرقم التاريخي كأكثر مسجل للأهداف في الدوري الإسباني والذي يحمله تيلمو زارا برصيد (251) هدفاً، ومن المتوقع أن يفعل هذا الامر في مباراة الكلاسيكو يوم غد السبت.


نجمان لا يشّق لهما غبار سيتواجهان من جديد على أرض الملعب بينما سيتابع نحو 400 مليون شخص حول العالم "وفق إحصاء أُجري في آذار/مارس 2014" اللاعبين عبر الشاشات، وأكثر من 150 مليون متابع عبر مواقع التواصل الإجتماعي ما سيقدمانه في سانتياغو برنابيو والذي لن يتوقف عند حدود الملعب بقدر ما سيكون مدار بحث وجدل في الايام المقبلة التي تلي المواجهة المنتظرة.