وليد بيساني
في الوقت الذي اتخذت فيه لجنة المسابقات في الإتحاد الآسيوي لكرة القدم قراراً بوضع أنظمة جديدة وتصنيف للبلدان يرتكز على ما حققته منتخباتها وأنديتها في الفترة الاخيرة وهو الأمر الذي سيتيح لدول آسيوية ومنها لبنان المشاركة في دوري أبطال آسيا، وفي الوقت الذي أحدث هذا الخبر فرحة في الأوساط الكروية اللبنانية، فإن المتابعين لمسار كرة القدم الآسيوية يدركون كم تحتاج أنظمة الإتحاد القاري للتطوير حتى تستطيع مواكبة النهضة الكروية حول العالم.
لا يمكن التغاضي عن المساعي التي يقوم بها الشيخ سلمان بن ابراهيم منذ توليه رئاسة الإتحاد الآسيوي من أجل تطوير مسابقات الاتحاد لاسيما دوري أبطال آسيا، وشهد هذا العام ضم المزيد من الدول الى البطولة الأهم في القارة عبر إقامة تصفيات عدة بعدما كانت المشاركة تقتصر على بلدان معينة في غرب القارة وشرقها وصلت في بعض الأحيان الى أربع ممثلين في بطولة واحدة، لذلك شهدنا مشاركة أندية من البحرين، العراق، الاردن، الكويت، عُمان والإمارات من غرب آسيا والهند، فيتنام، سنغافورة، هونغ كونغ وتايلاند من الشرق.
ومما لا شك فيه ان الكثير من الدول التي شاركت في تصفيات بطولة هذا الموسم تتأخرعن لبنان في التصنيف العالمي للإتحاد الدولي" الفيفا" بمعنى أن لبنان أثبت تفوقه من الناحية الفنية، وحتى لا ندخل في نفق المقارنة بين لبنان ودول اخرى من غرب القارة وشرقها، يكفي أن نتكلم عمّا حققه لبنان خلال العامين الماضيين على الصعيد الكروي إن في التصفيات النهائية المؤهلة لمونديال البرازيل 2014 أو تصفيات التأهل لأمم آسيا 2015 في استراليا والتي كان قاب قوسين او ادنى من بلوغ نهائياتها قبل أن يحرمه فارق "هدف واحد" تلك الفرصة ويهديها للصين.
من البديهي القول أن المعايير التي تحدثت عنها لجنة المسابقات في الإتحاد الآسيوي لكرة القدم تشمل معايير رياضية، إدارية، مالية، قانونية وأخرى تتعلق بالبنية التحتية والموظفين، ليست بتلك الشروط التي يعجز لبنان عن الإيفاء بها مع العلم أن الرياضة اللبنانية قطعت أشواطاً في مجال البنية التحتية والخبرات الإدارية واستضافة المناسبات الرياضية، كما أن الإتحاد اللبناني لكرة القدم كان سبّاقاً في طلب لجنة تحقيق آسيوية بشأن الفساد وقضية الرشاوي مما يعني الرغبة في اعتماد الشفافية والمعايير القانونية التي تحفظ جميع الحقوق.
من هنا تبدو التوقعات مرتفعة بشأن مشاركة لبنان في التصفيات على الأقل، دون أن يعني ذلك إنتفاء الحاجة لنظام جديد للبطولة قد يكون مشابهاً لدوري ابطال أوروبا بحيث يحدد عدد وطريقة تأهل ممثلي كل دولة وفقاً لتصنيفها.
يبقى القول ان مشاركة لبنان في دوري أبطال آسيا ستنعكس بشكل إيجابي على الكرة اللبنانية التي سبق لها وتواجدت مرتين في نهائي كأس الإتحاد عبر النجمة والصفاء، لكن السؤال الأبرز يبقى: هل ستتمكن الأندية من تحقيق ما عجز عنه المنتخب؟