تحمل منافسات الدوري الإنكليزي لكرة القدم هذا الموسم طابعاً خاصاً ربما لم تكن تتمتع به في الموسم الماضي، على الرغم من أن الصراع على اللقب استمر حتى الجولة الاخيرة وهو الأمر الذي جعل "البريمييرليغ" الأكثر إثارة بين نظرائه في الملاعب الأوروبية الأخرى.


ولا شك إن ارتفاع منسوب الإثارة في الدوري الإنكليزي جعله محطة لقدوم العديد من الأسماء البارزة في عالم المستديرة حتى اقترب مجموع الصفقات التي أُبرمت خلال فترة الإنتقالات الصيفية من حاجز 800 مليون جنيه استرليني.


إلا أن اللافت خلال فترة الإنتقالات هذا الموسم، كان قدوم أسماء لها وزنها على الصعيد الأوروبي في محاولة من الأندية الإنكليزية صاحبة المراكز الاولى في الترتيب للوصول الى مرحلة تمكّنها من المنافسة على اللقب وهو ما سينعكس بالتأكيد على مشاركتها في دوري أبطال أوروبا. لذلك لم يكن مستغرباً نجاح معظم اللاعبين القادمين الى الدوري الممتاز، حتى ان بعضهم لم يكن بحاجة سوى لدقائق معدودة من أجل أن يترك بصمته الإيجابية مع فريقه الجديد.


خلاصة تلك الأمور يمكن إيجادها لدى تشلسي الذي أنفق أكثر من تسعين مليون يورو في سوق الإنتقالات في محاولة لانتزاع اللقب من مانشستر سيتي، فضم عددا من اللاعبين لكن الأبرز كان الاسبانيان دييغو كوستا (من أتلتيكو مدريد) وسيسك فابريغاس (من برشلونة). وأثبت المدرب جوزيه مورينيو صحة الإختيار بعد تألق لافت لفابريغاس منذ بداية الموسم وتسجيل كوستا أربعة أهداف في المباريات الثلاث التي خاضها فريقه حتى الآن أمام بيرنلي، ليستر سيتي وايفرتون تصدر من خلالها ترتيب هدافي الدوري.


وأدرك الارسنال أن الحاجة باتت ملحة للسير على خطى منافسيه في سوق الانتقالات وانفق اكثر من سبعين مليون يورو من أجل التعاقد مع عدة لاعبين لعل ابرزهم التشيلي اليكسيس سانشيز من برشلونة والذي ساهم بقيادة الغانرز الى مرحلة المجموعات في دوري أبطال أوروبا بتسجيله هدف الفوز في مرمى بشيكتاش التركي كما سجل هدفاً في مباراة الأمس في الدوري أمام ليستر سيتي لكنه لم يمنح الارسنال الفوز لأن المباراة انتهت بالتعادل.


وبعد بداية مخيبة للآمال لمانشستر يونايتد هذا الموسم بقيادة المدرب الجديد لويس فان غال، عمد الهولندي الى التحرك قبل فوات الأوان وضم أنخيل دي ماريا من ريال مدريد مقابل صفقة خيالية بلغت خمسة وسبعين مليون يورو، ولم ينتظر كثيراً وأشرك لاعبه بعد أيام في المباراة الثالثة في الدوري أمام بيرنلي لكنه لم يتمكن من قيادة الشياطين الحمر للفوز الأول هذا الموسم على الرغم من الاداء الجيد للاعب الأرجنتيني.


بدوره تعاقد ليفربول مع تسعة لاعبين هذا الموسم بعد رحيل الأوروغوياني لويس سواريز، وضخ الريدز الكثير من الأموال في سوق الانتقالات وكان صفقته الأهم التعاقد مع ماريو بالوتيلي من ميلان. ولم يكن المدرب بريندان رودجرز بحاجة للكثير من أجل الدفع باللاعب الايطالي أمام توتنهام هوتسبير أمس الاحد، وهو أظهر بعض اللمحات الجيدة وسدد خمس مرات على المرمى كما أضاع فرصة ثمينة للفريق الاحمر مما يعني عدم حاجته لوقت طويل من أجل التأقلم مع التشكيلة.


من الواضح ان البداية كانت ناجحة لأولئك القادمين من دوريات مختلفة وملاعب مغايرة ولا شك أن هذا الأمر سيعزّز من حضور الأندية الإنكليزية على الساحة الأوروبية.