لم تصدق جماهير مانشستر يونايتد إعلان التعاقد مع الهولندي ​لويس فان غال​ قبيل خوض مهمته الأخيرة مع منتخب هولندا في نهائيات كأس العالم في البرازيل، حتى بدأت بنسج الآمال من أجل تعويض خيبة الموسم الماضي التي شهدت المشاركة الأسوأ للشياطين الحمر بقيادة ديفيد مويس الذي خلف السير اليكس فيرغسون.


وفي الوقت الذي كان فيه المنتخب الهولندي يقطع الدور تلو الآخر في المونديال كانت التطلعات تكبر لدى مشجعي الأولد ترافورد بإمكانية عودة المان يونايتد الى سابق عهده، حتى قاد فان غال البرتقالي الى المركز الثالث لتحّط أقدامه في مانشستر من أجل قيادة عهد جديد في النادي.


وحتى وقت قريب قبل انطلاق الدوري الممتاز بدا أن فان غال وضع الأسس لفريق جديد يقارع بقية المتنافسين ومنهم مانشستر سيتي وتشلسي اللذين عززا صفوفهما بلاعبين وضخّا أموالاً في سوق الإنتقالات الصيفية، فكانت فترة الإعداد مثالية بالنسبة لليونايتد. إلا أن حسابات الشياطين الحمر لم تطابق "البيدر" فكانت البداية كارثية بالنسبة للفريق الذي حصد نقطة واحدة من مباراتين في الدوري الممتاز وخرج من كأس رابطة الاندية المحترفة بفضيحة مدوية.


خلال الفترة التي تولى فيها ديفيد مويس تدريب مانشستر يونايتد حصد الفريق خلال شهر آب/اغسطس أربع نقاط من مباراتين ففاز على سوانسي سيتي وتعادل مع تشلسي، في حين أن فريق فان غال خسر أمام سوانسي وتعادل مع سندرلاند في الدوري ثم خسر أمام ميلتون كينز دونز بأربعة أهداف نظيفة في "الكابيتال وان".


هذا الأمر دفع بجماهير اليونايتد للقلق لاسيما وأن الذكريات لا تزال عالقة في أذهان الكثيرين منهم، حتى أن البعض بدأ يتساءل قبل كل مباراة ما اذا كان الفريق قادراً على الفوز في حين أن البعض الآخر أطلق على فان غال لقب "لويس فان مويس".


من الواضح أن الأمور لم تعد كما كانت حين التعاقد مع فان غال لكن ذلك لا يعني أن الثقة أضحت مفقودة بينه وبين مالكي النادي، إلا أن تفاقم الوضع ابتداء من مبارة بيرنلي يوم غد السبت سيزيد الأمور صعوبة، ولعل الصورة التي أظهرت ريان غيغز يغطي وجهه بعد الخسارة أمام ميلتون هي أبلغ دليل على شعوره بما ينتظر مستقبل النادي.


ربما يرى البعض أن التعاقد مع الأرجنتيني أنخل دي ماريا قادماً من ريال مدريد قد يبعث التفاؤل في نفوس الجماهير بتحسن الوضع، لكن فان غال يحتاج إلى الوقت الكافي من أجل إصلاح ما أفسده مويس دون أن ننسى أن الاسلوب المختلف الذي ينتهجه الهولندي لا يمكن ضمان نجاحه بين ليلة وضحاها، وعليه فإن من المبكر الحكم على مستقبل الفريق هذا الموسم وان كان غيابه عن الساحة الأوروبية قد يشكّل عاملاً إيجابياً سيترك الفريق يخطط للدوري بهدوء ودون إرهاق.


من المهم جداً أن يحقق مانشستر يونايتد الفوز في مباراة الغد أمام بيرنلي لأن الإنتصار كفيل بتصحيح الأمور بعض الشيء، لكن الخسارة لن تكون نهاية العالم بالتأكيد، وبين هذا وذاك ربما لن ترضى الجماهير بأقل من رؤية فريقها يتّوج بالألقاب هذا الموسم.