لا يزال الكثير من الناس يثقون بأن الخرافات حقيقة واقعية لا يمكن الهروب منها، وهم يفعلون ما بوسعهم للتقيد بما تمليه عليهم هذه الخرافات، فيغيرون نمط عيشهم في كثير من الاحيان، ويضحون بمشاريع محضرة مسبقا او حتى بأموالهم ووقتهم من اجل عدم الخروج عن "تعليمات" تفرضها الخرافات.
وعبثا حاول العلماء والحكماء واتباع المنطق افهام اصحاب القناعات الخرافية ان ما فعلونه هو مجرد وهم يمكن الحروج منه ووضع حد له.


والى هؤلاء الذين لا يزالون مقتنعين بالخرافات، نتوجه اليهم بدليل آخر شهدته ملاعب كرة القدم وتحديداً الملاعب الاسبانية خلال مباراة برشلونة والتشي.

فخلال هذه المباراة، اقتحمت "​قطة سوداء​" الملعب ومرت امام عدد من اللاعبين ومن بينهم ليونيل ميسي الذي كان بعيدا عنها مجرد امتار قليلة، فأدارت له ظهرها واكملت طريقها. وفي التقاليد الاسبانية وعدد كبير من الدول الاوروبية والعالمية (على عكس اليابان واسكتلندا وبريطانيا)، تعتبر "القطة السوداء" نذيرا للامور السيئة، ومرورها بشكل غير متوقع من امام شخص ما كفيل بجعله يراجع حساباته مرات عدة قبل اكمال برنامجه اليومي بشكل معتاد نظرا للمخاطر التي يمكن ان تنجم بعد مرور القطة، كل ذلك وفقا للنظريات الخرافية.


الا ان ميسي ابدع خلال المباراة، واهدى فريقه فوزا مستحقا بتسجيله هدفين فيما سرق زميله الجديد منير الحدادي الانظار بأدائه اللافت، وذلك رغم طرد اللاعب خافيير ماسكيرانو في نهاية الشوط الاول.

وبعد ان كان ميسي قد كسر الخرافة في عام 2012 خلال المباراة مع ريال سوسييداد بمساهمته في فوز فريقه بنتيجة 2-1، قضى على هذه الخرافة بشكل نهائي خلال مباراة التشي، واثبت للجميع بما لا يقبل الشك ان الخرافات هي اسم على مسمى، وان سيطرتها على حياة البعض اليومية تحول المرء الى شخص مسكون بالهواجس ولن يمكن له بالتالي ان يتقدم في حياته على الصعد كافة.


فليتكل المرء على الله وعلى صقل مواهبه وقدراته، وليدع الخرافات تسرح وتمرح من حوله كما تريد.