يمكن اعتبار مباراة برشلونة ومانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا واحدة من أقسى الدروس التي لقنها الفريق الكاتالوني لمدربه السابق بيب غوارديولا، بل ربما هي الأقسى في مسيرته كمدرب بعدما بدا واضحاً ان ليونيل ميسي ورفاقه خاضوا مباراة "حياة أو موت" أمام الضيف الإنكليزي.

ليست مبالغة القول ان المدرب الاسباني لم يكن يتوقع ان تؤول المباراة الى تلك النتيجة خاصة وانه أشبع اللقاء قبل انطلاقته بكثير من التصريحات التي أعرب خلالها عن تفاؤله بتحقيق نتيجة ايجابية في الكامب نو بحجة انه يعرف برشلونة جيداً.

من الواضح ان غوارديولا "شرب" من نفس الكأس التي لطالما سقى منها خصومه وخسر المعركة مع المدرب لويس انريكي والنجم الأرجنتيني الذي بدا مستمتعاً بكل هدف يودعه مرمى السيتي حتى خُيّل للبعض انها معركة لاثبات الذات.

لكن العقاب الأكبر والأشد قساوة كان للحارس كلاوديو برافو الذي ترك برشلونة مع بداية الموسم وانتقل الى مانشستر سيتي بعد مغريات كثيرة وضعها غوارديولا أمامه وهو ما اعتبرته الجماهير الكاتالونية خيانة لفريق كبير قدم الحارس التشيلي للشهرة ولكي يكون واحداً من أفضل الحراس في العالم.

كانت المواجهة واضحة للعيان بين ميسي وبرافو حتى ان الأول تعمّد إذلال الثاني لدى افتتاحه التسجيل في مرمى السيتي وكأن لسان حاله يقول ان هذا الهدف هو رد على خروجه من برشلونة بالدرجة الأولى، ومن ثم لحرمانه الارجنتينيين من لقب كوبا أميركا مرتين مع منتخب تشيلي بالدرجة الثانية.

يمكن القول ان موقعة الكامب نو خرجت بعناوين عدة وبدروس كثيرة اراد الفريق الكاتالوني توجيهها للمدرب غوارديولا ولعل أهمها ان انفاق مئات الملايين من أجل بناء فريق لا يمكن ان يؤتي ثماره دائماً خاصة اذا كان الخصم فريقاً مثل برشلونة يملك أفض اللاعبين في العالم وفي مقدمتهم النجم الارجنتيني ليونيل ميسي.
ربما شعر غوارديولا بكثير من خيبة الأمل لدى انتهاء المباراة بعدما أظهرت وقائعها عجز فريقه عن مقارعة الكبار على الرغم من ان السيتي كان قادراً على هز شباك برشلونة لولا براعة الحارس الألماني تير شتيغن الذي وجه هو الآخر رسالة الى ناديه.

تلك الرسالة، وصل فحواها بسرعة الى المعنيين ومفادها ان من اعتبره خياراً ثانياً بعد برافو كان مخطئاً الى درجة كبيرة والدليل ما حصل في اللقاء وتألقه في حماية الشباك الكاتالونية وخروجه رافع اليدين منتصراً في حين ان غريمه برافو خرج من المباراة مطأطأ الرأس إثر تلقيه بطاقة حمراء في الشوط الثاني من المواجهة.
خرج بيب من الكامب نو كالمثل القائل "من خرج من دراه قلّ مقداره" في حين ان الجماهير الكاتالونية تركت الملعب بتأكيد جديد على ان فريق يضم ليونيل ميسي، بإمكانه السير الوحيد دون ان يقلل ذلك من قدرة غوارديولا وامكانياته الفنية التي جعلته واحداً من افضل المدربين في العالم.