تمر فترة ما قبل الموسم بشكل لا يمكن تخيّله على عشاق ريال مدريد بعدما دخل بطل دوري أبطال أوروبا في حالة من "السكون" المخيف لم تعهده جماهير الميرينغي من قبل، لتثير الخسارة أمام باريس سان جيرمان في ​كأس الأبطال الدولية​ المخاوف من بداية غير موفقة في الموسم الجديد على الرغم من أنها المواجهة الودية الأولى وجرت وسط غياب العديد من نجوم الفريق.

ليست الخسارة هي مصدر القلق الحقيقي لجماهير ريال مدريد، كما ان غياب كريستيانو رونالدو، كريم بنزيما، غاريث بايل، لوكا مودريتش، توني كروس، جيمس رودريغيز، سيرجيو راموس، بيبي وكايلور نافاس قد لا يشكّل الهاجس الأكبر بعد موسم طويل وشاق حفِلَ باستحقاقات كبيرة على صعيد الأندية والمنتخبات.

لطالما كان ريال مدريد القطب الرئيسي في فترة الإنتقالات الصيفية، ولطالما تصدرت الصفقات التي يبرمها فلورنتينو بيريز عناوين الصحف بسبب المبالغ الضخمة التي يتم وضعها أمام وكلاء اللاعبين أو المفاوضين. ويكفي ان يكون اثنان من قائمة أغلى ثلاثة لاعبين في العالم من الريال، الا ان النادي الإسباني ما يزال خارج "الميركاتو" على الرغم من كل ما قيل عن سعيه للتعاقد مع نجم يوفنتوس بول بوغبا.

في الوقت نفسه، لم يبذل ريال مدريد جهداً إضافياً في التفاوض مع البرتغالي اندريه غوميز على الرغم من ان المنافس الرئيسي في تلك الصفقة كان غريمه التقليدي برشلونة الذي ظفر بخدمات اللاعب وسجل انتصاراَ على منافس يفاوض بطريقة غير مشجعة.

وباستثناء استعادة مهاجمه الفارو موراتا بعد انتهاء إعارته ليوفنتوس، لم يدخل أسوار ريال مدريد أي لاعب معروف، مما يعني ان الميرينغي ما يزال يراقب فترة الإنتقالات ويكتفي بمتابعة سيل من النجوم الذين يغادرون أنديتهم إلى أندية أخرى بانتظار قرار ما من الرئيس دون معرفة ما اذا كان قد اتخذ قراراً بالابقاء على هوية الفريق الذي توج بدوري أبطال اوروبا الموسم الماضي.

لكن أحداً لا يمكن أن يأمن جانب فلورنتينو بيريز المعروف بأنه يحب الانتظار حتى اللحظات الأخيرة قبل ان يضرب بقوة، إالا ان جماهير الريال باتت تخاف من هذا التأخر خاصة وانها لم تنسى بعد فشل صفقة انتقال حارس مانشستر يونايتد ديفيد دي خيا الموسم الماضي.

من الواضح ان تلك الأمور ما هي إلا جزء من حالة غموض وعدم وضوح يعيشها النادي بأكمله في ظل عدم استقرار المدرب زين الدين زيدان على حسم خياراته قبل انطلاق الموسم الجديد تاركاً المجهول يخيّم على مستقبل كل من جيمس رودريغيز، إيسكو وخيسي مع الفريق في ظل الأنباء عن رغبة الثلاثي بالمغادرة من أجل الحصول على فرصة للعب مع أندية أخرى.

وبانتظار اتضاح الامور أكثر فإن المباراة الثانية لريال مدريد في كأس الأبطال الدولية أمام تشلسي يوم غد السبت ومن ثم المواجهة المرتقبة مع بايرن ميونيخ في الرابع من الشهر المقبل ستحددان مدى جاهزية الفريق للموسم الجديد الذي سينطلق بلقاء اشبيلية في التاسع من آب/اغسطس المقبل في كأس السوبر الأوروبية، لكن كل ذلك لا يحجب السؤال الكبير.. ماذا يحدث في ريال مدريد؟