يعتبر دوري ابطال اوروبا لكرة القدم من اهم المسابقات في العالم على مستوى الاندية، ان لم يكن اهمها. وعليه، فهو يحظى بمتابعة خاصة في العالم، ولا يشذ لبنان عن هذه القاعدة بطبيعة الحال.

من هنا، كان احد الزملاء في صحيفة "السبورت" الالكترونية يتابع المباراة مع عدد من الحكام اللبنانيين والمحاضرين غير اللبنانيين، وعاد بالملاحظات التالية التي سجلها والتي قد يتفق معها القراء او يختلفون، لكن ارتأينا انه من المهم مشاركتها معهم.

بداية، اعتبر المعنيون ان الحكم الإنكليزي ​مارك كلاتينبيرغ​ ظهر في حالة بدنية جيدة طوال ال120 دقيقة وهو حاول دائما قراءة اللعب وحصر الكرة بينه وبين الحكمين المساعدين كما كان قريبا من الحالات التي يوجد فيها اندفاع بدني ما اعطاه اقناعا في اي قرار يتخذه. كما تميز الحكم بالهدوء وعدم الإنفعال ما ابقى المباراة تحت سيطرته وهذا أمر يميز شخصية هذا الحكم. واشاروا الى ان كلاتينبيرغ احتسب 35 مخالفة، 12 في الشوط الأول، 16 في الشوط الثاني، و 7 في الشوطين الإضافيين أي بمعدل خطأ كل 3 دقائق ونصف وهو أمر مقبول بالنسبة لمباراة حساسة كنهائي دوري الابطال. فيما عمد الى اشهار ثماني بطاقات صفراء صحيحة وتغاضى عن أخرى مكتفيا بالتحذير الشفهي للاعبين.

ورأى هؤلاء انه عاب الحكم تأخره في إشهار البطاقة الصفراء أحيانا، ما كان يسمح للاعبين بالإعتراض على قراراته واثارة ردود فعل تجاه لاعبي الخصم. أما بالنسبة لإتاحة الفرصة، فهو أعطى ست إتاحات للفرصة كانت جميعها في محلها. كما أن مساعدا الحكم رفعا فقط خلال المباراة تسللين كانا على فريق أتليتيكو مدريد نظرا لأن خطي دفاع الفريقين لم يطبقا خطة التسلل في الحالة الدفاعية.

واستعملت تقنية تكنولوجيا خط المرمى لمرة وحيدة في اللقاء، كانت في الدقيقة السادسة لرؤية إذ ما تجاوزت كرة سددها لاعب الريال نحو مرمى أتليتيكو وأثبتت الإعادة ان الكرة لم تدخل ابدا.

وفي ما يلي أبرز ما سجله الحكام والمحاضرون للحالات التحكيمية التي حصلت خلال اللقاء:

1- الدقيقة الاولى، خطأ من كوكي على كاسيميرو، الحكم احتسب الخطأ وكان قراره منقوصا من ناحية العقوبة الإنضباطية ( البطاقة الصفراء ) حيث كان تدخل كوكي متهورا وأصاب بقدمه مكانا حساسا من قدم اللاعب البرازيلي.

2- الدقيقة العاشرة، خطأ واضح من كارفاخال على غريزمان. الحكم أعطى مخالفة لكنه تأخر في رفع البطاقة الصفراء للاعب الإسباني ما وتر الاجواء أكثر، بدل اشهارها فورا لتفادي أية ردود فعل.

3- الدقيقة 15: هدف الريال جاء من تسلل واضح، راموس كان متسللا لحظة وصول الكرة من بايل. صحيح انه كان هناك امساك بالقميص لكنه لم يكن مؤثرا ولم يمنع راموس من الحصول على موقع متقدم كون الكرة كانت لم تتجه له بعد من رأس بايل ، لكن الشد بقي لحين وصول الكرة لراموس الذي كان متسللا ما يعنى أنه لا قيمة للشد، ولا وجود لركلة جزاء بل هدف فيه تسلل، إذ أن راموس كان أقرب للمرمى من ثاني آخر مدافع، وكان يجب احتساب التسلل.

4- الدقيقة 47، ركلة جزاء الأتلتيكو صحيحة، توريس حاول حماية الكرة بمد قدمه لكن بيبي ركله عليها، القرار صحيح لكنه كان منقوصا العقوبة الإنضباطية. كان بيبي يستحق بطاقة صفراء لمنعه فرصة واعدة لتوريس الذ كان متجها للإنفراد بالمرمى، وبالطبع لا لزوم لبطاقة حمراء لأن توريس لم يكن مسيطرا على الكرة لحظة حصول المخالفة.

5- الدقيقة 62، مطالبة رونالدو بخطأ على حدود منطقة جزاء أتلتيكو، الحكم أمر بمتابعة اللعب وكان قراره صائياـ فالاحتكاك بين كوكي ورونالدو كان احتكاكا بدنيا طبيعيا اثناء التنافس على الكرة.

6- الدقيقة 90، راموس يوقف هجمة كاراسكو المرتدة، الحكم يمنح اتلتيكو خطأ وبطاقة صفراء لراموس، قراره صحيح واعتراض الأتلتيكو بوجوب اعطاءه بطاقة حمراء غير صحيح، فراموس لم يكن آخر مدافع وكاراسكو لم يكن مواجها للمرمى بعد بشكل كلي.

7- الدقيقة 111، مخالفة لأتلتيكو قام بها بيبي، الحكم احتسب الخطأ وأعطى بيبي بطاقة صفراء لكنه تأخر في إشهارها ما وتر الاجواء قليلا، نفس الأمر الذي قام به مع كارفخال في الدقيقة 10.

8- الدقيقة 120، مخالفة من كاراسكو على بيبي احتسبها الحكم، بعدها ضرب كاراسكو بيبي ولو بشكل غير متهور، أمر مثل هذا ورغم زيادة بيبي لحجم الضرب يشكل غير مقبول، سلوك مشين وليس من ادبيات الكرة. كاراسكو كان يستحق الطرد لسلوكه المشين، الضرب على الوجه مباشرة والكرة خارج اللعب ولا تنافس عليها. الحكم لم يمنح كاراسكو حتى بطاقة صفراء.

وشدد الجميع على ان هذه الآراء لا تعني ان اصحابها يدعون انهم افضل من الحكم الاوروبي الشهير، لكنها وجهات نظر اكتسبوها وتعلموها واشاروا الى ان مشاهدة المباراة شيء وتحكيمها شيء آخر، وهو ما يعرفه كل حكم في عالم الكرة المستديرة.