من أبطال الدوري في الموسم الماضي إلى مركز لا يليق باسم الفريق بعد مرور ثلث مراحل البطولة. من أداء جماعي جيد وانضباط تكتيكي عال مع شخصية قوية إلى فردية في الأداء وضياع فني وتكتيكي مع شخصية مفككة لا تعكس شخصية الفريق البطل.

هذا هو حال نادي تشيلسي حاليا رغم أن الأدوات ما زالت هي هي، نفس المدرب ونفس العناصر لا بل إنها زادت عبر بعض التعاقدات، فما هي الأسباب وراء تلك الهبوط الحاد ؟؟

المتابع لتشيلسي في الموسم الماضي مع المدرب جوزيه مورينيو لم ير ذلك الأداء الفني المميز والكرة الهجومية الجذابة وهذا ليس بجديد على مدرب مثل مورينيو إذ أن الفرق التي يدربها البرتغالي أو السبيشال وان كما يسمي نفسه عادة ما تتميز بانضباط تكتيكي عال وشخصية دفاعية صلبة تكون مفتاح النجاحات والإنتصارات وهو ما أظهره تشيلسي الموسم الماضي ونجح في كسب الدوري الإنكليزي، الدوري الأصعب في العالم.

لكن القارئ ما بين سطور أداء تشيلسي في الموسم الماضي يرى أن الفريق لم يكن بتلك القوة التي صور بها وبأن مورينيو لم ينجح في صنع فريق مرعب، فمن الخروج أمام باريس سان جيرمان في دوري الأبطال إلى غياب المنافس الحقيقي لتشيلسي في البريميير ليغ في ظل تراجع مستوى اليونايتد وليفربول، أرسنال والسيتي وصولا إلى عدم الفوز بأي من الكأسين المحليين،تلك كانت بعض الإشارات إلى أن تشيلسي ورغم الفوز بلقب الدوري، ليس بذاك الفريق القادر على بسط سيطرته المحلية طويلا وتوسيعها إلى القارة الأوروبية عبر بطولة دوري الأبطال. لكن الكلام في ذاك الوقت عن تلك الأمور ربما كان سيفسر من باب الإجحاف بحق النادي ومدربه فكان يتعين الإنتظار إلى بداية الموسم مع ارتفاع مستوى المنافسة الأوروبية ناهيك عن تحسن أداء الفرق الإنكليزية هذا الموسم بشكل عام وتلك المنافسة على اللقب والمراكز المتقدمة بشكل خاص. وسرعان ما انكشفت عيوب تشيلسي هذا الموسم، فبدا الفريق من دون خطة واضحة المعالم وبلا أي أنياب هجومية إضافة إلى ضعف دفاعي واضح.

هذا الإنكشاف الرهيب في أداء تشيلسي يعود إلى سببين رئيسيين:
السبب الأول هو مدرب البلوز جوزيه مورينيو، مورينيو ورغم أنه يعتبر مدرسة في عالم التدريب وأحد الأسماء اللامعة إلا أنه لم يدرك حقيقة ضعف فريقه وحاجته إلى ضخ دماء جديدة فيه، مع حاجة إلى تطوير النواحي الجماعية في الفريق بل كان في كل إخفاق يلوم لاعبيه أو الحكام دون أن ينظر إلى المشاكل الجوهرية لفريقه. الأخطر في هذا الامر أن جوزيه مورينيو فشل في رسم خطة واضحة المعالم لتشيلسي، فلا فكر هجومي واضح بل مجرد اعتماد على مهارات وابتكارات لاعبيه ولا خطة دفاعية محكمة وأسلوب تكتيكي مناسب لتعويض الضعف الهجومي فظهر تشيلسي بدون شخصية، كفريق عادي يستطيع حتى متذيل الترتيب أن يفرض الإيقاع الذي يريده ولعل ما قاله مدرب بوكيتينيو بعد مواجهة تشيلسي محليا هو الوصف الأفضل عندما قال " أحسسنا أننا نواجه فريقا صغيرا عندما لعبنا ضد تشيلسي ".

السبب الثاني هو تراجع مستوى نجوم تشيلسي كهازارد، فابريغاس، أوسكار، كوستا، ماتيش فلم يستطيعا انتشال الفريق في الاوقات الصعبة ولا إثبات شخصيتهم الحقيقية كقادة في مختلف الخطوط وربما يتحمل مورينيو جزءا من هذ الهبوط بسبب غياب الخطط الواضحة والأفكار الجماعية التي تسهل من تألق هؤلاء النجوم. دون أن ننسى تقدم أعمار لاعبي خط الدفاع وعدم مقدرتهم على مجاراة النسق الإنكليزي الهجومي السريع ما أوقع تلك الأسماء المخضرمة في أخطاء هاوية خصوصا الثلاثي " تيري،كاهيل وإيفانوفيتش " .

ربما لن تطول قصة مورينيو مع تشيلسي فمالك النادي أبراموفيتش ورغم احترامه لما يرمز إليه مورينيو في تاريخ تشيلسي لكنه لن يصبر إلى ما نهاية وستكون مباراة الفريق الحاسمة للتأهل في دوري الأبطال أمام بورتو مفصلية فخروج تشيلسي إن حصل سيكون مقدمة خروج جوزيه مورينيو من تشيلسي، لكن هذه المرة من الباب الخلفي.

أحمد علاء الدين